الهجرة دروس وعبر
دروس من الهجرة النبوية
{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)} [التوبة : 20 - 21]
حول الهجرة :
لما اشتد أذى المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم صار يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج طالباً منهم النصرة والحماية ، فلم يجد من يجيبه حتى حج نفر من الخزرج من أهل المدينة.
في العام الثاني بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة أنه إذا أتاهم فسينصرونه.
قال أنس : " فشهدته يوم دخل المدينة ، فما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا " أخرجه أحمد
قال البراء : " ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيءٍ فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم " أخرجه البخاري
دروس وعبر :
الدرس الأول : أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد الذي يعتبر برلمان الأمة ، فمنه تخرج قادة وعلماء وأساتذة البشرية ، فهو مركز روحي ومدرسة علمية وتشريعية ومؤسسة اجتماعية يتعلم فيها المسلمون النظام والمساواة والمودة والتكافل.
الدرس الثاني : في مكة بنى النبي صلى الله عليه وسلم الفرد في 13 عاماً وفي المدينة بنى الدولة.
الدرس الثالث : المدينة موقع استراتيجي ؛ إذ يحدها من الشمال الروم والفرس ، ومن الجنوب مشركي العرب (كفار قريش).
الدرس الرابع : المدينة بعد الهجرة أصبحت منوّرة ، فبم تنوّرت ؟
إنها الهجرة النبوية الشريفة .. التضحية الكبيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المهاجرين ؛ إذ تركوا الأرض والمال والأهل في سبيل العقيدة وحريتها والدفاع عنها ، وقد قوبلت هذه التضحية بتضحية صادقة من الأنصار لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية.
بم تنوّرت ؟!
إن جيش الجيل المسلم الذي تربى في مكة قبل الهجرة ونظم شؤون دولته بعد الهجرة فتح نصف العالم في نصف قرن ، ووصل محرراً ومعلماً وداعياً لأسمى مبادئ عرفتها الإنسانية.
أين هجرتنا ؟!
يا مسلمون هيا إلى هجرة روحية قلبية إلى الله .. وهجرة فكرية .. هجرة أعمال وأخلاق والتزام ..
لقد أقنعهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا عن كل شيء في سبيل الله ، فهل عندك أيها المسلم قناعةُ أن تبذل ما عندك في سبيل الله ؟!
الدرس الخامس : بذل الصحابة أنفسهم وأموالهم فداءً للنبي صلى الله عليه وسلم ..
علي بن أبي طالب في فراشه ..
أبو بكر الصدّيق شريكه في أهوال رحلته ، فيما جهد ولداه عبد الله وأسماء ومولاه عافر في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ..
لقد جسدوا على الواقع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " أخرجه البخاري ومسلم
الدرس السادس : الابتلاء :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت : 2]
المهاجرون تركوا المال والأوطان ، ومهددون بالقتل ، ولا يعلمون مستقبل الهجرة ؛ فالمسألة غيب ، وما إن يستقر بهم المُقام بالمدينة حتى يُبتلوا بالوباء وتصبّ عليهم الحمى !..
الوباء المادّي :
صادف قدوم المسلمين موسم أمطار وسيول في المدينة. وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله " أخرجه البخاري
الوباء المعنوي :
1- اختلف مُناخ المدينة عن مُناخ مكة المكرمة ، فألمّ بعض الصحابة وعكٌ شديد لحكمة أرادها الله تعالى.
من يدري لو كان أنموذج الصحابة من أمثالنا لكان معظمنا يقول : عجباً ! وهل أبقينا لأنفسنا شيئاً إلا وبذلناه لأجل الله تعالى ؟! أما نستحق من الله أجواءً لطيفة في مُناخ يثرب ؟!
فكم من مسلمٍ بسبب المرض يطيش لبه ؟ّ مثل هذا كيف لو زيد له في البلاء ؟ ومع البلاء ماذا لو سُوّم على دينه ؟!
ينقصنا التربية الإيمانية القرآنية ، وينقصنا لفت النظر إلى هذه المعاني في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما.
3- شعورهم بالغربة والحنين لمكة المكرمة مسقط رأسهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح
وجاء في حديث أصيل الغفاري أنه قدم من مكة فسألته عائشة رضي الله عنها : يا أُصَيْل، كيف تركْتَ مكّة؟ قال: تركتُها حين ابيضَّتْ أباطِحُها(1)، وأرغلُ ثُمَامها(2)، وامتشر سَلمُها(3)، وأَعْذَق إِذْخِرُها(4). فقالت عائشة: يا رسول الله، اسمع ما يقول أُصيل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لَا تُشَوِّقْنَا يَا أُصَيْلُ " ويروى أنه قال : " يَا أُصَيْلُ ! دَعِ الْقُلُوبَ تَقِرُّ ، لا تُشَوِّقْهُمْ إِلَى مَكَّةَ "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً : " اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد وانقل حماها إلى الجحفة اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا " أخرجه البخاري
------------------------------
(1) أبطح مكة هو مسيل واديها.
(2) بدا ورقه.
(3) اخضرّ ، والسلم نوع من الشجر.
(4) خرج ثمره.
حول الهجرة :
لما اشتد أذى المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم صار يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج طالباً منهم النصرة والحماية ، فلم يجد من يجيبه حتى حج نفر من الخزرج من أهل المدينة.
في العام الثاني بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة أنه إذا أتاهم فسينصرونه.
قال أنس : " فشهدته يوم دخل المدينة ، فما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا " أخرجه أحمد
قال البراء : " ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيءٍ فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم " أخرجه البخاري
دروس وعبر :
الدرس الأول : أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد الذي يعتبر برلمان الأمة ، فمنه تخرج قادة وعلماء وأساتذة البشرية ، فهو مركز روحي ومدرسة علمية وتشريعية ومؤسسة اجتماعية يتعلم فيها المسلمون النظام والمساواة والمودة والتكافل.
الدرس الثاني : في مكة بنى النبي صلى الله عليه وسلم الفرد في 13 عاماً وفي المدينة بنى الدولة.
الدرس الثالث : المدينة موقع استراتيجي ؛ إذ يحدها من الشمال الروم والفرس ، ومن الجنوب مشركي العرب (كفار قريش).
الدرس الرابع : المدينة بعد الهجرة أصبحت منوّرة ، فبم تنوّرت ؟
إنها الهجرة النبوية الشريفة .. التضحية الكبيرة من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المهاجرين ؛ إذ تركوا الأرض والمال والأهل في سبيل العقيدة وحريتها والدفاع عنها ، وقد قوبلت هذه التضحية بتضحية صادقة من الأنصار لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية.
بم تنوّرت ؟!
إن جيش الجيل المسلم الذي تربى في مكة قبل الهجرة ونظم شؤون دولته بعد الهجرة فتح نصف العالم في نصف قرن ، ووصل محرراً ومعلماً وداعياً لأسمى مبادئ عرفتها الإنسانية.
أين هجرتنا ؟!
يا مسلمون هيا إلى هجرة روحية قلبية إلى الله .. وهجرة فكرية .. هجرة أعمال وأخلاق والتزام ..
لقد أقنعهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا عن كل شيء في سبيل الله ، فهل عندك أيها المسلم قناعةُ أن تبذل ما عندك في سبيل الله ؟!
الدرس الخامس : بذل الصحابة أنفسهم وأموالهم فداءً للنبي صلى الله عليه وسلم ..
علي بن أبي طالب في فراشه ..
أبو بكر الصدّيق شريكه في أهوال رحلته ، فيما جهد ولداه عبد الله وأسماء ومولاه عافر في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ..
لقد جسدوا على الواقع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " أخرجه البخاري ومسلم
الدرس السادس : الابتلاء :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت : 2]
المهاجرون تركوا المال والأوطان ، ومهددون بالقتل ، ولا يعلمون مستقبل الهجرة ؛ فالمسألة غيب ، وما إن يستقر بهم المُقام بالمدينة حتى يُبتلوا بالوباء وتصبّ عليهم الحمى !..
الوباء المادّي :
صادف قدوم المسلمين موسم أمطار وسيول في المدينة. وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله " أخرجه البخاري
الوباء المعنوي :
1- اختلف مُناخ المدينة عن مُناخ مكة المكرمة ، فألمّ بعض الصحابة وعكٌ شديد لحكمة أرادها الله تعالى.
من يدري لو كان أنموذج الصحابة من أمثالنا لكان معظمنا يقول : عجباً ! وهل أبقينا لأنفسنا شيئاً إلا وبذلناه لأجل الله تعالى ؟! أما نستحق من الله أجواءً لطيفة في مُناخ يثرب ؟!
فكم من مسلمٍ بسبب المرض يطيش لبه ؟ّ مثل هذا كيف لو زيد له في البلاء ؟ ومع البلاء ماذا لو سُوّم على دينه ؟!
ينقصنا التربية الإيمانية القرآنية ، وينقصنا لفت النظر إلى هذه المعاني في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما.
3- شعورهم بالغربة والحنين لمكة المكرمة مسقط رأسهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح
وجاء في حديث أصيل الغفاري أنه قدم من مكة فسألته عائشة رضي الله عنها : يا أُصَيْل، كيف تركْتَ مكّة؟ قال: تركتُها حين ابيضَّتْ أباطِحُها(1)، وأرغلُ ثُمَامها(2)، وامتشر سَلمُها(3)، وأَعْذَق إِذْخِرُها(4). فقالت عائشة: يا رسول الله، اسمع ما يقول أُصيل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لَا تُشَوِّقْنَا يَا أُصَيْلُ " ويروى أنه قال : " يَا أُصَيْلُ ! دَعِ الْقُلُوبَ تَقِرُّ ، لا تُشَوِّقْهُمْ إِلَى مَكَّةَ "
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً : " اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد وانقل حماها إلى الجحفة اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا " أخرجه البخاري
------------------------------
(1) أبطح مكة هو مسيل واديها.
(2) بدا ورقه.
(3) اخضرّ ، والسلم نوع من الشجر.
(4) خرج ثمره.
شــكرا لك أخي بشير وبارك الله فيك على مجهوداتك.
تحياتي وسلامي لك.