{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36]
أمة الإسلام أمة العلم والفكر والتأمل، وقد جاءت الدعوة للتأمل والتفكر في القرآن الكريم في كثير من الآيات، كما وردت آيات تنهى عن التقليد الأعمى الذي لا يقوم على مستند أو دليل.
ولكن للأسف هنالك من يصدق كل ما يسمع، فأي جملة كُتبت بأسلوب منمّق وبليغ ولافت للانتباه يقوم بتصديقها، ولا يكتفي بالتصديق فحسب بل يسعى لنشرها حتى ولو كانت قائمة على أسس خاطئة.
وهذا ما دفع البعض إلى أن يتعمّد فعل مثل هذه الأمور كي يبين مدى سخافة عقول المسلمين للأسف!
أمثلة على ذلك
المثال الأول:
صورة انتشرت على أنها جثة لرجل من قوم عاد تم اكتشافها في المملكة العربية السعودية، بينما الحقيقة أنها مشروع قام به طلاب جامعة كورنل باستخدام برنامج الرسومات الحاسوبية.

المثال الثاني:
منشورات تدعي أن من ينشرها سيحصل على ما يتمنى، ومن لا ينفذها سيصاب بمصيبة، مع ادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام! وقد أوضح المسؤولون في المسجد النبوي كذب هذه المنشورات.
المثال الثالث:
إشاعة عن تيس يخرج منه الحليب في سوريا ويشفي الأمراض، واكتشف لاحقاً أن البائع كان يبيع حليب بقر عادي.
المثال الرابع:
صورة مزعومة لحديقة في ألمانيا كونت جذوع أشجارها شهادة التوحيد، بينما الحقيقة أنها عمل فنان مصري.

هذه الأمثلة وغيرها أصبحت مدخلاً للأعداء لنشر الإشاعات والأكاذيب، مستغلين ضحالة تفكير البعض.
موقف النبي صلى الله عليه وسلم
عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ» متفق عليه.
ختاماً:
لا تجعل عقلك كالإسفنج يمتص كل شيء يقع عليه، إنما اجعله كالزجاج فما وافق الحق قبله وما خالفه أعرض عنه.